النقاق الاجتماعي

من طرف توينكل اماني السبت يناير 09, 2010 8:26 pm

[size=29]النفاق الاجتماعي

كثيرا [size=21]ما نكون غاضبين من أحدهم وغير راضين عنه وأحيانا يصل الأمر أننا لا نحمل لأحدهم أي مشاعر من الود والألفة تجاه أحدهم ولكن تجتمع بنا الأيام فنكون معه وجها لوجه فنضطر أن نبتسم في وجهه بل وأن نسرد على مسامعه بعض من عبارات الود والمحبة له وأننا نفتقده وكلمات من هذا القبيل .... الخ وفي داخلنا نكون غير راضين عنه مطلقا وبل ونعد الدقائق أن تمر بسرعة لكي يختفي ذلك الشخص عن أنظارنا ......وعندما نسأل أحدهم لماذا فعل ذلك يجيب مجاملة ,, نفاق اجتماعي وكثيرا منا أيضا عندما يغضبوا من أحدهم أو لا يحملوا له أي مشاعر من الود والألفة واجتمعت الايام بهم وذلك الشخص يعتبروا بأنهم لم يروه بل ولا يلتفتوا برؤوسهم ناحية ذلك الشخص حتى لو كانت الظروف تفرض عليهم أن يحادثوه يرفضوا ذلك متعللين بأنهم لا يمكنوا أن ينافقوا أحدا يقولون لا نعرف أن ننافق أحدا ,,,,, لا نستطيع أن نبتسم في وجه أحدهم ونحن غاضبون منه مهما اقتضت الظروف ,,,,, لا يمكن ,,,, لا نستطيع كل ذلك يعتنقه الكثير من الناس ويؤمنوا به ويبرروا كل سلوكياتهم التي ينتهجوهافي حياتهم ويدافعون عنها بكل قوة ولكن يبقى السؤال
الحائر يدور في أذهاننا
ما هو النفاق الاجتماعي ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
هل النفاق الاجتماعي هو أن أبتسم في وجه أحدهم وانا غاضب منه أو أن أكون انسانا لطيفا محبا ودودا حتى لو كنت لا أحب ذلك الشخص؟
هل أصبح الذوق والاحترام والأدب واللطف واللين هو نفاق اجتماعي؟
وفي نفس الوقت لا نستطيع أن نلوم من يأخذ بالنفاق الاجتماعي أسلوبا لأنه شخص غيرتلقائي تصرفاته وسلوكه تنبع من قلبه وفطرته الطيبة
كل ما سبق جائز ومقبول والكل يمتلك مبرراته التي يدافع عنها بكل قوة ولكن أن يتطور النفاق الاجتماعي ليتغلغل في الأسرة وذوي الأرحام ويتذرع به الجميع سببا لعدم الصفح والغفران ذلك ليس مقبول وليس له مبرر على الإطلاق وأن يتخاصم ذوي صلة الرحم وعندما تناشد أحدهم بالصلح يخبرك بأنه غاضب على الآخر بأنه لا يريد أن يراه وتخبره أن يبدأ هو بالسلام يقول لك أنا لا أستطيع أن أنافقه
عندما يتخاصم الأخوة ولا يجنح أحدهم للسلم وجميعهم يرفعوا راية الغضب والخصام واذا تخاطب فيهم الرحم وصلة الدم تكون الإجابة
أنا غاضب الآن ,,,,, لن أفعل ذلك ,,,,, لن أنافقه ,,,,هل أصبح الآن المفهوم السائد بين الناس للنفاق بأن لا أتودد إلى من يسيء لي
في رأيي أن كل ما سبق ليس له صلة من بعيد أوقريب بالنفاق ,,,, فالنفاق هي لغة القلوب السوداء العمياء الضالة ,,,, والمنافق هو الذي يعطيني من طرف لسانه أجمل وأحلى الكلمات ولكن قلبه يضمر لي كل الكره والشر والقسوة ويداه وكل جوارحه تسعى لأن تسبب لي الأذى دون أن أعرف
ذلك هو المنافقوفي الإسلام باع طويل عن المنافقين الذين آمنوا بالله ورسوله باللسان فقط ولكنهم كان خفية يحيكون المؤامؤات ضد رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام ويدبرون المكائد للإسلام
أما أن أعفو وأصفح ,,, أن أبتسم في وجه أخي حتى وأنا غاضب منه ,,,, أن أحسن لمن يسئ لي ,,,,فذلك من شيم الإسلام الكريمة
أن أصل أرحامي حتى وإن أساءت لي لا يعد نفاقا
ورب العزة يقول في كتابه " ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوةكأنه وليٌّ حميم "هل رب العزة يأمرنا بالنفاق ؟؟؟؟حاشى وكلا بل ربنا الكريم الحنان المنان يريد لناالصلاح والأمان فأمرنا أن نحسن حتى لمن يسيء إلينا لأنه بعد ذلك سيصبح ولي حميم لنا .......
ولا ننسى بأن الإحسان ليس أن تحسن لمن أحسن إليك ,,, بل الإحسان أن تحسن لمن أساء إليك
طوبى لكل من أحسن لمن أساء إليه ,,,, طوبى لكل من ابتسم في وجهنا حتى وهو غاضب منا ,,,,طوبى لكل من امتدت يداه بالسلام لمن أساء إليه ,,,, طوبى لكل من زرع الحب في قلب كان يمتلئ بالقسوة
ولا ننسى حديث حبيبنا المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام التمس لأخيك سبعين عذرا ,,, فإن لم تجد عذرا فقل العيب فيَّ " نعم فرسولنا الكريم يأمرنا هنا أن نلتمس الأعذار لأخواننا و إن لم نستطع إيجاد عذر واحد نُرْجِعُ العيب على أنفسنا وما كان ذلك إلإ دعوة منه للحب والتسامح واللين والتراحم بين بعضنا البعض
فبالحب نبني عوالم من جديد وقلوب صحراء تتحول لبساتين من الرياحين العطرة
بالحب نذيب الثلوج المتخفية وراء جدران البعد والجفاء بيننا
بالحب نرسم البسمة على الشفاه ونشعر بالأمان والأمل

[/size][/size]